بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشاعر مانع سعيد العتيبة:
فَرَضَ الحَبـيبُ دلالَــهُ وتمَـنَّعـــا && وأبَى, بغـــــير عَذابنـــــا, أنْ يقْنَعــــا
ما حيلتي وأنا المُكبــَّل بالهــوى && ناديــتـــــهُ فأصــــــــــرَّ ألاَّ يَسْمَعــــا
وعَجبتُ منْ قلبــي يَرقُّ لظالــمٍ && ويطيـــــــقُ رغمَ إبــــائهِ أن يخْضعـــا
فأجابَ قلبي:لا تلُمْني فالهَــوى && قَــدرٌ ولـــــيس بأمْـــــرنا أن يُرْفَعـــــا
والظُلمُ في شَرْع الحَبيب عَدالةٌ && مَهما جَفا, كنتُ المُـــــحبَّ المُولَعـــا
سارتْ سفينةُ حـبِّنا في بَحْــــرهِ && والقــلبُ كان شــــراعُها فــــتَـــلوعا
لَعِبتْ بها ريحُ الهَوى فتمايــــلتْ && ميناؤهـــــا المَنـــــشودُ باتَ مُضَيــعا
والمَوجُ تحتَ شراعِها مُــــتلاطمٌ && ما صانَ ودَّ العـــاشقينَ ومـــا رعَـــى
يا مــَوجُ رفْقاً بالسفيـــنِ وأهــْلهِ && ما كان ظـــنــي أن تـــــكون مُرَوِّعـــا
يا موجُ ناداني الهـــــوى فأطعـْتهُ && فاهدأ وقلْ لسفينتــــي أنْ تُسْرعــا
فالوصلُ غايةُ ما أريدُ ومَـــطْمعي && ومُبَـــرَّرٌ لك في الهوى أن تطْمـَـــعــا
يا صاحِبي خذْ للحــــبيبِ رسالتي && فعَسى يرى بين السُطور الأدْمُعـــا
بَلِّـغـْهُ أنـِّي في الغـــرامِ مُتيَّــــمٌ && والقَلبُ منْ حَرِّ الفـــــراقِ, تصدَّعــــا
مافي النَّوَى خــيرٌ لنرْضى بالنَّوى && بلْ إنَّ كلَّ الخـــــيرِ أنْ نحْـــــيا مَـعَـــا